مكة- تاريخ عريق وخدمات متطورة وآمال بسيطة لجودة الحياة
المؤلف: سلمى هوساوي11.13.2025

منذ سالف العصور وحتى يومنا هذا، تبوأت منطقة مكة المكرمة مكانة رفيعة ومنزلة سامية بين مختلف الحضارات والمجتمعات؛ ولا يعزى هذا التميز إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي فحسب، على الرغم من أهميته البالغة، ولا إلى سيطرتها الاقتصادية على دروب التجارة التاريخية، ولا حتى إلى بعدها الديني والاجتماعي العميق، بل يعود الفضل الأكبر إلى منظومة الإجراءات والأنظمة الرائدة التي سنّها قصي بن كلاب، والتي استمر على نهجها أبناؤه من بعده، في مجال خدمة جموع حجاج بيت الله الحرام، وتوفير الأمن والأمان للمسافرين والعابرين، وإبرام التحالفات المتينة التي عقدتها قريش مع مختلف المجتمعات والقيادات السياسية المؤثرة داخل الجزيرة العربية وخارجها، بالإضافة إلى التنظيم الاجتماعي المحكم وتوفير سبل الرفاهية والراحة والطمأنينة في ربوع المنطقة بصورة عامة، ولأهل المجتمع المكي على وجه الخصوص.
جلّيٌ أن الإمكانات قد تغيرت وتبدلت بين الأمس واليوم، إلا أن الأهداف النبيلة ظلت ثابتة راسخة، بل توسعت وتطورت، وفي مقدمتها خدمة ضيوف الرحمن وتيسير سبل أدائهم لمناسك الحج والعمرة؛ فالمملكة العربية السعودية، قيادةً وحكومةً وشعباً، عملت وما زالت تعمل جاهدة على تقديم أرقى وأجود الخدمات للحجاج والمعتمرين، وإتاحة الفرصة لأكبر شريحة منهم للقدوم إلى هذه البقاع الطاهرة، ومد يد العون والمساعدة لهم في استكمال مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان، وكل من يحل زائراً بالمسجد الحرام يدرك بجلاء ووضوح مدى التطور الهائل والتحسن الملحوظ في الخدمات المقدمة له منذ لحظة دخوله وحتى مغادرته، مع تنوع هذه الخدمات وتعدد مجالاتها لتشمل الخدمات الإلكترونية المتطورة، والعربات الحديثة المخصصة للتنقل، وتوفير المواد الغذائية المتنوعة، ووسائل المواصلات المريحة، وغيرها الكثير والكثير.
ومع ذلك، لا بد لنا من التنويه إلى أهمية مواصلة العمل على تحسين بعض الخدمات البسيطة التي تمس حياة الزوار والمجتمع المكي على حد سواء، وإن كانت الآراء قد تختلف وتتباين حول هذا الموضوع من شخص إلى آخر؛ تبعاً لقدراته وإمكاناته وظروفه. وهنا نخص بالذكر الخدمات المقدمة للزائر البسيط ولأفراد المجتمع على وجه العموم.
وإضافة إلى ذلك، يجب أن يحتل المشهد الثقافي في المنطقة أبناؤها وسكانها الأصليون، وليس الوافدين إليها حديثاً، وذلك لقلة إلمامهم بتاريخ هذا المكان العريق وحضارته وثقافته الأصيلة.
وإذا ما نظرنا على سبيل المثال إلى أحد المنتزهات الجميلة والحديثة التي أبدع المصممون في وضع هندستها في أحد أحياء منطقة مكة المكرمة، نجد أنه سرعان ما تحول إلى منتزه قبيح المنظر، ومثير للاشمئزاز؛ وذلك لأن زواره اعتادوا على رمي النفايات بشكل عشوائي وغير مسؤول، وإهمال نظافة المكان، وعدم ترتيب الجلسات، وغيرها من الممارسات السلبية، فهل هؤلاء الزوار بحاجة إلى فرض رقابة مشددة وتوقيع غرامات مالية باهظة حتى يلتزموا بآداب المكان ويحافظوا على نظافته وجماله؟!
وفي السياق ذاته، تبذل إمارة منطقة مكة المكرمة، والهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وأمانة العاصمة المقدسة، والعديد من القطاعات والمؤسسات الربحية وغير الربحية جهوداً حثيثة ومضنية لتأمين الراحة والرفاهية لجميع الزوار والمقيمين، وتوفير أبسط الخدمات الضرورية لهم، فلماذا لا تتضافر وتتكامل الجهود من أجل الارتقاء بتلك الخدمات وتطويرها نحو الأفضل؟!
نحن هنا لا نتحدث عن المشاريع الضخمة والكبرى التي تسر الناظرين، بل عن الخدمات البسيطة المتوفرة في مجال الترفيه، وزيادة عدد المتاحف والمعالم الثقافية، ومضاعفة الرقابة الصارمة على جودة الأطعمة والمشروبات المقدمة في المطاعم والمقاهي، والخدمات التسويقية المبتكرة.
وخلاصة القول، يجب أن نؤمن إيماناً راسخاً بأن الخدمات البسيطة تلعب دوراً محورياً وهاماً في إثراء تجربة الزائر، وضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للمجتمع، والغاية الاسمى من توفير هذه الخدمات البسيطة هي تحسين جودة الحياة والارتقاء بمستوى المعيشة لجميع أفراد المجتمع.
جلّيٌ أن الإمكانات قد تغيرت وتبدلت بين الأمس واليوم، إلا أن الأهداف النبيلة ظلت ثابتة راسخة، بل توسعت وتطورت، وفي مقدمتها خدمة ضيوف الرحمن وتيسير سبل أدائهم لمناسك الحج والعمرة؛ فالمملكة العربية السعودية، قيادةً وحكومةً وشعباً، عملت وما زالت تعمل جاهدة على تقديم أرقى وأجود الخدمات للحجاج والمعتمرين، وإتاحة الفرصة لأكبر شريحة منهم للقدوم إلى هذه البقاع الطاهرة، ومد يد العون والمساعدة لهم في استكمال مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان، وكل من يحل زائراً بالمسجد الحرام يدرك بجلاء ووضوح مدى التطور الهائل والتحسن الملحوظ في الخدمات المقدمة له منذ لحظة دخوله وحتى مغادرته، مع تنوع هذه الخدمات وتعدد مجالاتها لتشمل الخدمات الإلكترونية المتطورة، والعربات الحديثة المخصصة للتنقل، وتوفير المواد الغذائية المتنوعة، ووسائل المواصلات المريحة، وغيرها الكثير والكثير.
ومع ذلك، لا بد لنا من التنويه إلى أهمية مواصلة العمل على تحسين بعض الخدمات البسيطة التي تمس حياة الزوار والمجتمع المكي على حد سواء، وإن كانت الآراء قد تختلف وتتباين حول هذا الموضوع من شخص إلى آخر؛ تبعاً لقدراته وإمكاناته وظروفه. وهنا نخص بالذكر الخدمات المقدمة للزائر البسيط ولأفراد المجتمع على وجه العموم.
وإضافة إلى ذلك، يجب أن يحتل المشهد الثقافي في المنطقة أبناؤها وسكانها الأصليون، وليس الوافدين إليها حديثاً، وذلك لقلة إلمامهم بتاريخ هذا المكان العريق وحضارته وثقافته الأصيلة.
وإذا ما نظرنا على سبيل المثال إلى أحد المنتزهات الجميلة والحديثة التي أبدع المصممون في وضع هندستها في أحد أحياء منطقة مكة المكرمة، نجد أنه سرعان ما تحول إلى منتزه قبيح المنظر، ومثير للاشمئزاز؛ وذلك لأن زواره اعتادوا على رمي النفايات بشكل عشوائي وغير مسؤول، وإهمال نظافة المكان، وعدم ترتيب الجلسات، وغيرها من الممارسات السلبية، فهل هؤلاء الزوار بحاجة إلى فرض رقابة مشددة وتوقيع غرامات مالية باهظة حتى يلتزموا بآداب المكان ويحافظوا على نظافته وجماله؟!
وفي السياق ذاته، تبذل إمارة منطقة مكة المكرمة، والهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وأمانة العاصمة المقدسة، والعديد من القطاعات والمؤسسات الربحية وغير الربحية جهوداً حثيثة ومضنية لتأمين الراحة والرفاهية لجميع الزوار والمقيمين، وتوفير أبسط الخدمات الضرورية لهم، فلماذا لا تتضافر وتتكامل الجهود من أجل الارتقاء بتلك الخدمات وتطويرها نحو الأفضل؟!
نحن هنا لا نتحدث عن المشاريع الضخمة والكبرى التي تسر الناظرين، بل عن الخدمات البسيطة المتوفرة في مجال الترفيه، وزيادة عدد المتاحف والمعالم الثقافية، ومضاعفة الرقابة الصارمة على جودة الأطعمة والمشروبات المقدمة في المطاعم والمقاهي، والخدمات التسويقية المبتكرة.
وخلاصة القول، يجب أن نؤمن إيماناً راسخاً بأن الخدمات البسيطة تلعب دوراً محورياً وهاماً في إثراء تجربة الزائر، وضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للمجتمع، والغاية الاسمى من توفير هذه الخدمات البسيطة هي تحسين جودة الحياة والارتقاء بمستوى المعيشة لجميع أفراد المجتمع.
